تأثير ارتفاع ضغط الدم على عمل الكليتين
إن ارتفاع ضغط الدم من الأمراض القاتلة، وكان من ضحايا هذا المرض الرئيس الأميركي روزفلت، الذي توفي 1945 إثر نزيف في الدماغ.
ان للكليتين دور كبير في تنظيم ارتفاع ضغط الدم من خلال التحكم بكمية الأملاح المعدنية كالصوديوم والبوتاسيوم، إضافة إلى كمية الماء في الجسم، من خلال تناسق تدفق الدم في الكبيبيات الكلوية، وإفراز هرمونات الرنين، ولهذا كان ضيق الشريان الكلوي من الأسباب الرئيسية لارتفاع ضغط الدم الثانوي، والذي يمكن علاجه بتوسعة هذا الشريان المتضيق.
إن تعريف ارتفاع ضغط الدم، هو استمرارية في ارتفاع ضغط الدم الانقباضي أو الانبساطي أو كليهما، ولفترة مستمرة أكثر من الحدود المسموحة، وحيث إن أكثر من 72 مليون شخص في الولايات المتحدة مع ضغط أكثر من 140/90، ولكن 50 مليون شخص منهم تم علاجهم وتشخيصهم على أنهم مرضى ارتفاع ضغط الدم.
وإذا علمنا أن معدل الوفيات جراء ارتفاع ضغط الدم هو 277 ألف في الولايات المتحدة الأميركية فقط، كان الاهتمام بهذا المرض ضرورياً، إضافة إلى الضرر الذي يمكن أن يؤديه إلى الدماغ متمثل بالجلطة الدماغية أو الكلى، حيث يؤدي الفشل كلوي أو تصلب الشرايين في القلب أو الأطراف، إضافة إلى ضرر الشبكية في العين.
وهناك نوعان من ارتفاع ضغط الدم، الأول هو الابتدائي، والذي يكون وراثياً عادة، ويمثل 90 في المئة، أما النوع الثاني، ويمثل 10 في المئة، فيكون ثانوياً لأسباب تتعلق إما بالكلى أو الغدد الصم مثل الغدة الكضرية أو الدرقية أو أن يكون بسبب تشوهات وراثية في الشرايين الرئيسية، مثل ضيق الشريان الأبهر.
وقد تم تشخيص حالات كثيرة من هذا النوع بفضل وجود أجهزة وتقنيات حديثة للتشخيص، متمثلة بالفحوصات الشعاعية والمختبرية.
أما الجديد في التشخيص، والذي أكدت الكلية الملكية ومؤسسة الصحة البريطانية العريقة، هو استخدام جهاز فحص الضغط المتواتر والمستمر للضغط الانقباضي والانبساطي خلال اليوم من خلال استخدام الجهاز أثناء العمل والنوم، تم التعرف على ضغط المريض بصورة أدق، وقد تم توفير هذه الأجهزة الحديثة في مستشفيات البحرين، وتقول التوصيات ضرورة الحصول على 14 قراءة خلال العمل على أن تكون بمعدل مرتين بالساعة أثناء ساعات العمل، لما يمثله العمل من ضغوط على المرضى، أما تشخيص الضغط فيكون بمتابعة القراءة من خلال الكمبيوتر المرافق للجهاز، والذي يعطي مخططات إحصائية تميز الضغط الحقيقي من الضغط نتيجة الخوف من المستشفيات.
إن من أهم مضاعفات ارتفاع ضغط الدم هو تأثيرة على الأعضاء الحيوية، مثل الدماغ والقلب والكلى، حيث أثبتت جميع الدراسات تناسباً طردياً مع ارتفاع ضغط الدم، وزيادة مخاطر التعرض للأصابة باحتشاء العضلة القلبية والجلطة الدماغية وعجز الكلى، خصوصاً عندما يترافق مع مرض السكر.
أما تأثيره على الكليتين فهو دوره في زيادة التكلس في الكبيبات، والذي يؤدي إلى عجز كلوي مزمن، وإن أهم خطوة لعلاج ومنع تدهور عمل الكليتين هو السيطرة على مستوى مستقر لضغط الدم، وضمن الحدود المعرفة عالمياً، والذي يعتمد كون مريض ضغط الدم مصاب بالسكري أو لا.
إن من أهم علامات التشخيص لمرض عجز الكليتين المزمن هو وجود علامات التعب والإجهاد والتوعك الصحي بدون وجود سبب واضح، وعادة ما يكون تدريجياً، ويترافق مع أعراض معوية مثل فقدان الشهية والتقيؤ والإحساس بطعم معدني في التذوق، إضافة إلى أعراض عصبية مثل قلة النوم، واختلال في الذاكرة، وحركات لا إرادية وعدم راحة الساق.
ارتفاع ضغط الدم يترافق مع معظم حالات العجز الكلوي المزمن لذا كان علاجه ضرورياً وأساسياً، وكل ما تتقدم حالة مريض الكلية أو تسوء فإن الحاجة للمحافظة على مستوى متوازن لضغط الدم، وإن كان السبب في عجز الكلية أو نتيجة له لعدم قدرة الكلية على التخلص من الأملاح الزائدة.
إن عدم القدرة على معالجة ارتفاع ضغط الدم في هذه المجموعة الآنفة الذكر يؤدي إلى تدهور في عمل الكليتين، ويزيد من تدهور الحالة الصحية للمريض.
إن من أهم أسباب ارتفاع ضغط الدم الثانوي هو تضيق الشريان الكلوي، والذي يكون إما نتيجة تكلسات دهنية وتصلب هذا الشريان عند كبار السن، ويمثل 70 -90 في المئة تقريباً من الحالات، أو نتيجة عامل تشوه عضلي ليفي في الشباب، ويكون عادة عند المرضى الذين لا يمكن السيطرة على ضغط الدم لديهم أو ظهور ضغط مفاجيء عند كبار السن أو حالات الوذمة الرئوية المترافقة مع عدم استقرار مستوى ضغط الدم أو تدهور عمل الكلية حال استعمال أدوية ارتفاع ضغط الدم.
إن الخطوات الرئيسية لعلاج ارتفاع ضغط الدم هو تحديد كمية الملح والماء اليومية للمريض، وجعلها متناسبة مع وزن المريض، والحالة الصحية له، وإن كمية ملح بقدر 4 غم كبداية، ومن ثم تقلل إلى 2 غم تكون جيدة لتقليل ضغط الدم، كما كان لتخفيض الوزن دور مهم في السيطرة على مستوى ضغط الدم، وذلك باستعمال نظام غذائي صحي ومتوازن.
كما تم التركيز على توعية العاملين في المجال الصحي ضرورة متابعة الأغذية الصحية للمريض واستخدام الفواكه والخضراوات كجزء أساسي من غذاء الإنسان، وتقليل استخدام مادة الكافيين، التي تكثر في مستحضرات المقاهي اللذيذة والشاي والقهوة.
كما تم التركيز على تقليل الكحول للمرضى الذين يشربون الكحول بصورة مفرطة.
أما عمليات الأسترخاء فكان لها دور مهم في التخلص من ضغط العمل، أما التوصيات باستعمال أملاح البوتاسيوم والمغنسيوم في تنظيم الضغط فكانت بدون جدوى.
أما التدخين، وكما في جميع حالات الخطورة للدماغ أو القلب، فكانت التوصيات واضحة بضرورة قطع التدخين حال التشخيص بارتفاع ضغط الدم.
إن جميع الدراسات العلمية المتوافرة أثبتت وجود علاقة واضحة بين ارتفاع ضغط الدم وزيادة المعدل في حدوث الإصابات باحتشاء العضلة القلبية والجلطات الدماغية، كما وأثبتت أن استخدام الدواء المناسب وبإشراف الطبيب المختص أدت إلى التقليل من هذه المخاطر الآنفة الذكر، وبالتالي من تقليل نسبة الوفيات.
أوصي جميع العاملين بضرورة التاأكد من تشخيص هذه الحالة المرضية قبل استعمال الأدوية، وباستخدام جهاز فحص الضغط المتواتر على مدى الساعة، بالإضافة إلى عدم إهمال حالات ارتفاع ضغط الدم البسيط، الذي يوازي بخطورته الشديد، خاصة إذا علمنا أن تقليل الضغط الانقباضي بدرجتين يقلل مخاطر الإصابة باحتشاء عضلة القلب 7 في المئة والدماغ 14 في المئة.
أما دور الأدوية فهو أساسي لعلاج ارتفاع ضغط الدم، وهناك عدد كبير من الأدوية التي تستعمل لتخفيض ضغط الدم من خلال عملها على هرمونات الرنين أو توسعة الشرايين الدموية والتأثير المباشر أوغير المباشر على الجهاز السمبثاوي ودقات القلب
0 التعليقات:
إرسال تعليق