ما هو التجفاف
أعراض
التشخيص
العلاج
الوقاية
التَجْفاف (ضَيَاعُ السَّوَائِلِ والشَّوَارِد -Dehydration) يحدث عندما يفقد الجسم كمية من السوائل، وخاصة الماء، أكثر من الكمية المستهلكة. يفقد جسم الإنسان الماء خلال النشاط الجسماني اليومي من خلال التبخر في التنفس، العرق، البول والبراز.
مع فقدان الماء، يخسر الجسم أيضا كمية صغيرة من الأملاح، مقابل الكمية المستهلكة، فينتج عن ذلك توازن سلبي يؤدي إلى التجفاف - جفاف شديد قد يؤدي إلى الموت.
قد يحصل التجفاف عند الكبار والأولاد بآليتين اثنتين:
فقدان الكثير من الماء
قلة تناول السوائل
فقدان كمية كبيرة من الماء يمكن أن يحدث عندما تكون درجة حرارة الجسم مرتفعة، في حالات الإصابة بأمراض مصحوبة بالحمى أو عند التعرض إلى درجات حرارة مرتفعة. النشاط الجسماني الزائد يسرّع عملية فقدان الماء من الجسم. وهكذا، فإن النشاط الجسماني الزائد، وخاصة في ظروف بيئية تسودها الحرارة المرتفعة والرطوبة العالية، يسبب فقدان كميات كبيرة من الماء عن طريق التعرق.
إذا لم يزداد استهلاك الماء في هذه الظروف بشكل متناسب، يحدث التجفاف. لدى ارتفاع درجة حرارة الجسم يزداد إفراز الماء، سواء عن طريق التعرق أو بسبب ارتفاع كمية المياه المتبخرة بواسطة التنفس. وقد يكون فقدان الماء كبيرا وجديا في حالات متطرفة، مثل ضربة الحر (Hyperthermia).
وثمة أسباب أخرى لفقدان الماء بكميات كبيرة، تتمثل في القيء المتكرر، الإسهال المتواصل، أو التبول بوتائر عالية والذي قد يكون ناجما عن تلوث (التهاب في المسالك البولية)، تناول كميات كبيرة من الأدوية المُدرة للبول (Diuretics) لدى المصابين بمرض السكري أو بأمراض أخرى مثل البُوَالَةُ التَفِهَة (Diabetes insipidus). كما يمكن أن يحدث فقدان الماء الزائد عن طريق الجلد، في الحالات التي يكون فيها الجلد مَعيبا. وهذا الوضع يكون شائعا، بشكل أساسي، عندما تكون هنالك حروق على مساحة واسعة من الجلد وعندما يكون هنالك تلوث واسع على الجلد.
إن تناول كميات قليلة، غير كافية، من الماء هو أمر شائع بشكل خاص لدى الأطفال أو المسنين أو المقعدين غير المستقلين، والذين هم في حاجة إلى أشخاص آخرين لكي يزودوهم بالماء بشكل منتظم.
بالإضافة إلى ذلك، فإن المرضى الذين يتنفسون بواسطة التنفس الاصطناعي (Artificial respiration)، أو المرضى في حالة الغيبوبة (Coma)، الذين يتم تزويدهم بالماء خارجيا (بواسطة أنبوب في الفم، أو عن طريق الوريد)، يمكن أن يصابوا بالتجفاف إذا ما حصل خلل ما، لأي سبب كان، في عملية تزويدهم بالماء. ويظهر التجفاف، بالطبع، في حالات النقص الحاد والمستمر في مياه الشرب (لسبب بيئي) أو لدى أشخاص صائمين.
أعراض التجفاف
قد تظهر أعراض بسيطة، أو خطيرة، تعبر عن الإصابة بحالة التجفاف. الأعراض الأولى هي: العطش وجفاف الفم، ثم يظهر بعدهما ضعف عام، دوخة وخفقان (Palpitation - زيادة مؤقتة في سرعة ضربات القلب، يشعر بها الشخص كارتجاف في الصدر). إذا لم يتم تعويض الجسم عما فقده من السوائل وسد النقص فيها، فقد تتفاقم حالة التجفاف فيحدث، عندئذ، تشوش، فقدان للوعي، أو اضطراب الوعي واختلاجات (Convulsions). وقد يزداد الوضع سوءا حتى يصل إلى الغيبوبة التامة.
تقل لدى الإنسان المصاب بالتجفاف كمية العرق وكمية البول، كما يصبح لون البول داكنا أكثر (أصفر أو بلون الكهرمان) نتيجة لارتفاع تركيز البول.
في حالة ظهور هذه العلامات، يتوجب على المريض، أو من حوله، الشك بوجود حالة التجفاف والتوجه بالتالي إلى الطبيب لتلقي العلاج الطبي.
خلال الفحص الجسدي الذي يجريه الطبيب، قد تظهر المؤشرات التالية: ارتفاع درجة حرارة الجسم، الخفقان السريع، انخفاض ضغط الدم (ازدياد وتيرة التنفس). كل هذه العلامات قد تدل على التجفاف وخطورة وضع المريض الصحي.
تشخيص التجفاف
قد يساعد فحص البول على التشخيص. ففي حالة التجفاف يكون لون البول داكنا ويكون تركيز الجلوكوز (السكر) في البول مرتفعا، مما قد يدل على وجود مرض السكري، على زيادة في تركيز البروتين (Protein)، أي احتمال الإصابة بمرض في الكليتين، كما يمكن أن تظهر علامات على وجود التهاب، كمسبب للتجفاف.
قد تظهر في فحوصات الدم مستويات مرتفعة من الأملاح (وخاصة فرط صوديوم الدم - Hypernatremia) وكذلك مستوى مرتفع من اليوريا (Urea) والكرياتنين (Creatinine)، والتي تدل على مدى خطورة التجفاف. فحوصات دم إضافية، مثل فحص تنميط الدم (Blood typing)، من شأنها أن تدل على سبب التجفاف، إذ أن كثرة خلايا الدم البيضاء تدل على وجود التهاب، كمسبب محتمل لحالة التجفاف.
علاج التجفاف
تتوقف معالجة المريض الذي يعاني من التجفاف على مدى خطورة الحالة.
العلاج المنزلي
العلاج البيتي، كعلاج أولي، أو في حالات التجفاف البسيط، بما في ذلك محاولة إعادة كمية من السوائل إلى الجسم، ببطء وبشكل تدريجي. من المفضل شرب سوائل محلاة، بدل الماء، لكي يكون بالإمكان، أيضا، إعادة بعض الأملاح التي فقدها الجسم مع السوائل. يجب أن يتم شرب الماء بشكل بطيء (جرعات قليلة، الشرب بواسطة قشة أو مص مكعبات من الثلج)، لكن بشكل مستمر ومتواصل، بغية إعادة كمية كبيرة من السوائل إلى الجسم. الإعادة السريعة للسوائل المفقودة في حالة التجفاف قد تؤدي إلى تفاقم الأعراض، نتيجة لاختلال التوازن بين أملاح الدم، أو قد تؤدي إلى احتداد الشعور بالغثيان وإلى زيادة القيء. عندما تكون درجة حرارة الجسم مرتفعة، من المهم محاولة خفض درجة الحرارة بواسطة الأدوية، خلع الملابس الزائدة والامتناع عن التواجد في أماكن حارة جدا. في حالة الاشتباه بإصابة المريض بضربة حر، يجب محاولة خفض حرارة الجسم بشكل فعال، عن طريق إبقاء المريض في غرفة مكيفة جيدا أو إلى جانب مروحة، أو وضع مناشف رطبة أو قماش رطب على جسده.
العلاج في المستشفى
معالجة المريض المصاب بالتجفاف في المستشفى تشمل إعادة كمية من السوائل إلى الجسم، بواسطة تسريب السوائل في داخل الوريد (Intravenous Infusion)، إضافة إلى محاولة تشخيص ومعالجة العامل المباشر الذي سبب التجفاف، مثل المضادات الحيوية (Antibiotics) ضد التلوثات، الإنسولين (Insulin) لمرضى السكري وإصلاح الخلل في ميزان الأملاح في الجسم.
الوقاية من التجفاف
إجمالا، على الرغم من مخاطر التجفاف، فإن الوعي والسلوك المناسب للوقاية – قد يمنعان حدوث التجفاف.
إن الوقاية هي أفضل علاج للتجفاف. الوعي بأهمية وضرورة شرب السوائل بكميات كبيرة هو أمر حيوي لمنع الإصابة بالتجفاف. فعند القيام بنشاطات في الطبيعة، يجب التزود بكمية مناسبة من الماء، وخاصة في الطقس الحار والرطب، وبالذات عند بذل جهد جسماني كبير.
عندما يكون الطقس حارا يجب الإكثار من شرب الماء ومحاولة الامتناع عن النشاط الجسماني المجهد الذي قد يؤدي إلى فقدان كميات أكبر من السوائل.
بالنسبة إلى الأطفال والمسنين والمقعدين، بوجه خاص، يجب التأكد من أنهم يشربون كمية كافية من الماء، مع الأخذ بعين الاعتبار وضعهم الصحي والظروف البيئية المحيطة بهم.
0 التعليقات:
إرسال تعليق